السوبر نوفا / النجوم الجديدة :

هناك سبب رئيسي يفسر لماذا لا نحتاج إلى وصف موت الشمس بأنه كارثة على الجنس البشري :

1ـ إن التمدد و  التقلص في الشمس سيأتيان في المستقبل البعيد جداً أي في وقت تكون البشرية معه قد طورت تكنولوجيا و وسائل هروب ، هذا إن كانت البشرية وقتها لا تزال على قيد الحياة .

2- إن التغيرات متوقعة أي ليست مفاجئة ،و البشر لن يؤخذوا على حين غرة .

ما يجب دراسته هنا احتمالات كوارث الدرجة الثانية بشكل مفاجئ ،أو احتمالات قيامها في وقت قريب قبل تطوير تكنولوجيا الهروب ،أو تكنولوجيا الدفاع.                  

هناك نجوم دخلت طور تبدلات تحمل الكوارث فلمعت ثم أظلمت فجأة إنها النوفا وهذه التسمية تعني : الجديد حيث هي تبدو للفلكيين وكأنها نجوم جديدة بسب عدم وجود تلسكوبات .أول حادثة سجلت من هذا النوع كانت غلى يد الفلكي الإغريقي هيباركوس زمن قبل الميلاد .

أما النوفا شديد اللمعان فيسمى سوبر نوفا وأول من أطلق هذه التسمية هو الفلكي السويسري فرتيز زويكي (1898ـ 1974) وأول هذا الأجرام التي تم دراستها على يد الفلكيين الأوربيين كانت 1972.

نفترض هنا أن الشمس ليست في حال اقتراب من النهاية بل نجم آخر ورغم أن شمسنا لازالت في بواكير منتصف عمرها فإن بعض النجوم القريبة قد تكون عجوزاً أو قريبة من نقطة الموت. فهل هناك احتمال وقوع كارثة على شكل سوبر نوفا تلمع فجأة فتصيدنا وتوقع الكارثة فوق رؤوسنا .

أعداد السوبر نوفا ليست كثيرة نجم فقط بين كل مئة نجم قادر على الانفجار مثل السوبر نوفا والقليل القليل منها قريب منا على كل لا تزال السوبر نوفا قادرة على الظهور المفاجئ وقد فعلت هذا  في الماضي ودون سابق إنذار .

في 4 / تموز/ 1054 ولد في السماء نجم جديد وكان يلمع بشدة أي كان سوبر نوفا لاحظه الفلكيون الصينيون ولم يظهر لدى العرب المسلمين أما الأوربيون فكان التخلف يمنعهم من مراقبة هذا الشيء

لقد ظهر وكأنه نجم جديد . ولم يكن في السماء ما هو أكثر لمعاناً منه ماعدا  الشمس و القمر  وقد أمكن رؤيته في ضوء النهار ولمدة ثلاثة أسابيع   يوماً بعد يوم ثم بدأ يخبو شيئاً فشيئاً لقد استغرق سنتين حتى شحب بحيث لا تراه العين المجردة .      لو استمر لمعان (السوبر نوفا 1054) أسابيع أخرى في إرسال البريق إلى الأرض لكان أثر على الحياة البشرية بشكل أو بآخر.  

في بقعة ظهور ذلك السوبر نوفا يوجد الآن غيمة غازية هي سديم في كوكبة السرطان ولا تزال كتلة المواد تتحرك بسرعة (1300) كم/ث يبلغ قطرها 13 سنة ضوئية إنه يتجه باتجاه البعيد البعيد  .

المسالة الحساسة ليست مقدار الإشعاع بل توزيعه ,إن شمسنا ترسل إشعاعاً فعالاً بشكل أشعة اكسx  لكن السوبر نوفا تحتوي نسبة عالية من الطاقة الإشعاعية السينية . إن ما ظهر عام 1054 ينافس الشمس في كميات أشعة اكس التي يضرب الأرض بها , وخاصة في الأسابيع الأولى من الانفجار .                      

 ولولا وجود الله ثم وجود الغلاف  الجوي لكانت الكارثة مفجعة , لهذا السبب فقط ظلت الحياة معافاة عام 1054 دون تأثير قاتل  .

ومنذ ذلك العام ظهر اثنان فقط من صنف السوبر نوفا , وقد تمت مشاهدتهما في السماء ؛ الأول عام 1572 و الثاني  ظهر  عام  1572 وهو أبعد من سابقيه وربما حدث غير هذه الثلاثة ولم تتم مشاهدته أو أنه اختفى وراء الغاز والغبار في الفضاء ويمكن تحديد بقايا بعضها على شكل حلقات غاز  وغبار وهي دليل سوبر نوفا انفجر ولم يشاهده الفلكيون .

 وهناك دلائل على حدوث أحدها قبل 11000 سنة مع بداية تعرف الإنسان على الزراعة. لقد تبقى منه حلقة غازية تتمدد و تتوسع وقد تصل إلينا خلال 4000 سنة فقط ولكنها ستكون قد صارت رقيقة ومبعثرة فلا تؤذي بشكل فعال ويعتقد أن هذا السوبر نوفا كان يلمع مثل البدر على الأرض لحظة انفجاره وظل ذلك لعدة أيام .

ولكن الخطير أن بعض النجوم قريب جداً من الأرض فماذا يحدث لو تحول إلى سوبر نوفا لنفترض أن أحد /ألفا سنتوري / التي تبعد عنا فقط 4.4 سنة ضوئية قد تحول إلى سوبر نوفا إنه سيشع بضوء وحرارة هائلة وسيشكل موجة حرارة لم تشهد مثيلاً لها أضعف احتمال هو ذوبان الثلج في القطب المتجمد وبالتالي يرتفع منسوب البحر ، فهل أكثر من هذا كارثة ?.

سيرتفع مستوى البحر وكذلك ستغرق الأرض في حّمام من أشعة اكس القاتلة والأشعة الكونية القاتلة بشكل كثيف لم يحصل من قبل . وبعد ذلك بسنوات ستصل غيمة من الغاز والغبار هائلة تماماً بل أكبر من أن نقاومها إن الكارثة ستكون حقيقية .

أن الشرط في أي نجم كي تحول إلى سوبر نوفا هو أن تكون كتلته أكبر بـ 1.4 من الشمس  ؛ إن أقرب نجم ينطبق علية هذا الشرط هو نجم سيريوس الذي يبعد عنا  8.63  سنة ضوئية  وهو سينفجر يوما ما  مع أنه يمللك المزيد من الوقت .

هنا نجم آخر تنطبق عليه الأوصاف بشكل أفضل فهو قريب مسافة 2300 سنة ضوئية  وقطره يبلغ ضعف قطر الشمس بـ 420 مرة  أي أن كتلته كافية  وهو يمر الآن بمرحلة العملاق الأكبر  عند الانفجار تلمع السماء بشكل رهيب وتصل إلى الأرض قذائف إشعاع بتركيز كثيف . ونحن لا نعلم متى يحدث الانفجار إذ ربما يحدث بعد قرون من الزمان وربما يحدث غداً  وهكذا لا نعلم ماذا يخبىء  المستقبل لنا  من أخطار  إن الشمس تسافر في السماوات ولا ندري متى يحدث انفجار ما إن الذي يهدئ من روعنا هو المسافات الهائلة التي تفصل بيننا وبين النجوم . لذلك لن يحدث الأمر فجأة. .